إبداعات تتقاطع من أسبوع الأزياء في الرياض

انتهى الأسبوع الأكثر ترقب بين محبّي الأزياء والمصممين في السعودية من نسخته الثانية. بطبيعة الحال، حدث مثل أسبوع الأزياء في الرياض يُعتبر حدث جديد كُلياً، ولكن عند النظر في مستوى المجموعات والأفكار التي قُدِّمَت، فنجد بأن هنالك قفزات وتحسن ملحوظاً، وهذا يدلّ على التعطش لتقديم الأفضل من خلال هذه القوّة الناعمة

تنوع الأسماء والخطوط المعروضة يضفي روحاً من التجدد خلال الأسبوع. ما يُميّز أسبوع الأزياء في الرياض هو بأنه لا بد أن تتقاطع بعض مصادر الاستلهام لسببين: الأول لأن الصناعة ما زالت تزدهر، فمن الطبيعي وجود نوع من التشابه في مصادر الاستلهام والثاني: ذكرته في مقالة (هل نحنُ ما نرتدي؟)

هنا أستعرض لكم أبرز مصادر الاستلهام التي وجدتها متشابهة أو مترابطة بشكل أو بآخر،الطبيعة أخذت الجزء الأكبر من نصيب مصادر الإلهام لهذا الموسم، قدمت أرام مجموعة بعنوان “وايلد” والمستلهمة من الحياة الفطرية في السعودية وتسليط الضوء على بعض الحيوانات كالنمر العربي والمها،استطاعت المصممة أن تحتفي بالطبيعة من خلال طبعات الفهد الجريئة، وجعل العارضين يحملون أقنعة لرؤوس الحيوانات بشكل أضفى للعرض طابعاً مميزاً

أما علامة كاف باي كاف فهي تناقش فكرة وجود عالمين متناقضين وهما: الطبيعة، والعالم الاصطناعي،افتتحت عرض الأزياء بأول روبوت سعودي (سارة) لتسير على المنصة بمعطف موّرد من المجموعة. احتوت المجموعة على تنوع واضح في الخامات بحرف متنوعة وأزياء تجارية، ولكن بطابع فنّي عالٍ

لربما الصورة الأكثر تداولاً في منصات التواصل الاجتماعي -وحتى عالمياً- خلال أسبوع الأزياء في الرياض، كانت الفستان الافتتاحي من مجموعة دار الهنوف. المجموعة استوحتها المصممة من مشروع البحر الأحمر لتقوم من خلال هذا التصميم، بقصه على شكل خريطة البحر الأحمر مع تطريز أطراف القصة بخرز باللون الأحمر الذي يرمز لمرجان البحر الأحمر

وفي الجانب الآخر، يظهر البحر من جديد كمصدر استلهام في مجموعة رزان العزّوني. شاركت المصممة لأول مرة ضمن الأسبوع بمجموعة مستوحاة من البحر وتحديداً لمنطقة الخُبر كتكريم للمدينة التي ترعرعت بها من خلال توظيف اللؤلؤ وقُصاصات أقمشة تُحاكي شكل المحار كجماليّات في القطع

الجدة الحنون كان لها نصيب من التكريم هذا الأسبوع، حيثُ عرضت المُصممة أشواق المرشد لأول مرة ضمن الأسبوع، تصاميم مستوحاة من صورة أناقة جدتها بفستانها البني وشيلة المنيخل لتُصبح أناقتها خالدة في التصاميم. اللون البني كان اللون المُهيمن في المجموعة إلى جانب اللون العنّابي، والتي أضفت طابعاً عتيقاً، وفي الجزء الأخير ظهرت عارضة ترتدي قطعة من التُل كمرجع للجدة

أما مُنى الشبل، فكرمت جدتها من خلال إكسسوارات جلدية كبعض السلاسل والأحزمة تم قصها بالليزر، والتي تُشبه نقوش الحناء الذي كانت تضعه جدتها. القص بالليزر حضر أيضاً في عدة تصاميم مع محافظتها على الخياطة النظيفة والطابع المينيمال الراقي. قامت المصممة أيضاً بتوظيف زوائد أقمشة من المجموعة السابقة

رحلة استكشاف الذات هي أعمق رحلة يعيشها كل فرد على وجه الأرض. أسبوع الأزياء في الرياض شهد نوعاً من التعمق في الحياة، في عدة مفاهيم، كالولادة من جديد، والبحث عن الحب

أتيلييه حكايات قدمت مجموعة (أوتيل دي حكايات) حيث استخدمت المصممتان علياء وعبير عريف الفندق كتعبير مجازي عن الحياة. فندق به ثلاثين غُرفة، كل غرفة بها قصة مُختلفة، كل ما عليك هو طرق الباب لتجد الجواب. قد يُفتح باب بسهولة، وقد نُصّر على طرق الأبواب المُغلقة مُتجاهلين الأبواب الأخرى المفتوحة،العلامة قدمت في هذه المجموعة ثلاثين إطلالة كل إطلالة فيها تُعبّر عن أحد الأبواب، وتعتبر المجموعة رقم ثلاثين في مسيرتهن وهو رقم الحظ لهما

وعد العقيلي تقدم أزياء بطابع رومانسي وجمالي للغاية، ولكن خلف كل هذه الجماليات يوجد قصة مؤثرة. المجموعة تحتفي بالقدرة على الازدهار، رغم الظروف الصعبة والقدرة على التجديد لتكون كل من زهرة اللوتس واليعسوب رمزين في المجموعة

المجموعة صُمِّمَت لتكون بمثابة تكريم للمرأة المحاربة للسرطان حيثُ تم تعزيز الفكرة من خلال تطريزات الأزهار على الصدريات، وتم التعاون مع جمعية زهرة لتقديم جزء من أرباح المجموعة للجمعية

هذه هي أبرز التقاطعات في مصادر الاستلهام، والتي حتماً ستُشكل صناعة الأزياء السعودية على مدى تراكمي