- نشرة منسوج
- Posts
- هل جيل زد في شوارع باريس هو ذاته جيل زد في بوليڤارد الرياض؟
هل جيل زد في شوارع باريس هو ذاته جيل زد في بوليڤارد الرياض؟
نشرة منسوج
جيل “زد” أو جيل ما بعد الألفية الثانية هو الجيل الذي رفض الانسياق خلف اتجاهات الموضة التقليدية، وقرر أن يرسم مساره الخاص، مستندًا على قيمه ومبادئه، ليحول الموضة إلى لغة تعبر عن التراث والهوية والذوق الشخصي، يطلق على جيل “زد” الذين وُلدوا بين منتصف التسعينات ومنتصف العقد الثاني من الألفية الثانية (تقريبًا ما بين عام 1996 وعام 2016) مما يعني أن هذا الجيل قد نشأ في عالم تدور محاوره حول التقنية،وأمام هذا التوجه الجديد، لم تجد دور الأزياء خيارًا سوى الرضوخ والتكيف
ومع ذلك، هذا لا يعني أن جيل "زد" بوليفارد الرياض منغلق على العالم؛ بل على العكس، هو جيل منفتح على التأثيرات العالمية، لكنه يتميز بقدرته على قولبة أو إعادة صياغة هذه الاتجاهات العالمية، لتنسجم مع هويته وتقاليده الراسخة، مما يخلق توازنًا فريدًا بين الأصالة والحداثة
كيف يشكل التراث السعودي هوية هذا الجيل ويلبي احتياجاته في عالم الموضة؟
بجانب القطع المميزة يهتم جيل "زد" إلى حد بعيد بالتجربة المقدمة، أو طريقة التسوق المميزة، حيث يقدر هذا الجيل التجارب الحقيقية، لكن الذي قد يربك هذا الجيل هو اعتماد العلامات أحيانًا على "التقليد" لأسلوب حياة جيل "زد" دون التعمق في فهم احتياجاته وتطلعاته الفعلية
فقد تتبنى هذه العلامات ما تعتقد أنه يعبّر عن هذا الجيل، على الرغم من أنها تفتقر إلى الأصالة والرؤية التي تعكس فعلاً قيمهم وأفكارهم، فالحملة التي تنجح في المالية بالرياض قد تلقى ردوداً سلبية في شوارع باريس. ولهذا، بدلاً من نسخ استراتيجيات وتوجهات الموضة العالمية وتطبيقها بشكل حرفي، يجب على العلامات "تصفيتها" بما يتناسب مع السياق المحلي
وهذا يعني فهم القيم والعادات التي تميز جيل "زد" في بوليفارد الرياض، ويتطلب ذلك أساليب مبتكرة ترتكز على بناء رؤية تتشكل من خلال حوار عميق مع هذا الجيل، لفهم تحدياته وتطلعاته بشكل حقيقي، بعيدًا عن الاعتماد على افتراضات سطحية أو نمطية
في ظل هذا المشهد المتجدد، يبرز جيل "زد" كجيل فريد يعيد تشكيل مفهومه للموضة، ليس فقط كأداة للتعبير عن هويته الشخصية، بل كجسر يجمع بين الحفاظ على التراث الثقافي وتطويعه بما يتناغم مع روح الإبداع المعاصر
بقلم: رهف القنيبط
كاتبة في مجلة هي ومنسوج
Reply